التحديات النفسية ومشکلاتها لدى الشباب المعاقين بصريا , وطرق معالجتها.

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم التربية الخاصة- کلية التربية جامعة شقراء

المستخلص

     تعد القوة البشرية من أهم الثروات لدي الأمم , خاصة فئة الشباب التي يجب الاهتمام بها واستثمار طاقاتها إلى أقصى حد ممکن، من خلال الرعاية والاهتمام والعلاج والتعليم والتدريب والتطوير، ومن المؤکد أن العناية المجتمعية بتلک المرحلة العمرية من أسمى الغايات وأعظمها تحقيقا للمجد والقوة، فالشباب من ذوى الاحتياجات الخاصة المعاقين بصريا قادرين بإذن الله تعالى على العطاء والإنتاج والمشارکة الحضارية والتنموية بالمجتمع إذا تم تأهيلهم, وتعليمهم من خلال نظم التعلم الحديثة غير النمطية، ولقد درس الباحثون في العقود الأخيرة کثيرا من الموضوعات البحثية الجديدة المرتبطة بمشکلات الشباب المعاقين بصريا, خاصة الاهتمام بالاکتشاف المبکر للمشکلات النفسية لدى هذه الفئة، وتعهدها بالرعاية, والاهتمام بتمکين النمو النفسي السوى لديهم إلى أقصى حد ممکن، وجاء الاهتمام ببرامج الکشف عن المشکلات النفسية للشباب المعاق بصريا متجاوبا مع مع ما کشفت عنه نتائج الدراسات والبحوث من أن الشباب المعاق بصريا، شأنهم شأن غيرهم من فئة الشباب عرضة للمعاناة من الکثير من الاضطرابات النفسية والسلوکية التى قد تخمد الطاقة النفسية لديهم، وهذا الاهتمام بفئة الشباب المعاق بصرياً، يتأتى من تمتع تلک الفئة العمرية بمميزات وقدرات لا تتوافر لدى غيرهم کالديناميکية والفعالية وهذا سلاح ذو حدين، فاستثمار طاقة الشباب في إحداث طفرة تنموية بالمجتمع له مردود إيجابي، وعلى النقيض فإن إهدار تلک الطاقة البشرية له مردود سلبي على المستويين الاجتماعي والاقتصادي, انطلقت الورقة الحالية من الافتراض بأن مواجهة التحديات النفسية لدى الشباب المعاق بصريا والکشف عنها مبکرا لدى هذه الفئة، ومجابهتها, قد يفضى إلى التقليل من هذه الاضطرابات، وبالتالى تحقق إمکانات النمو لديهم، وقد حاول الباحث في هذه الورقة إبراز التحديات النفسية التي تواجه الشباب المعاق بصرياً متناولاً طرق الحل والمواجهة لتلک التحديات,وذلک من خلال أربعة محاور رئيسة , حيث يتناول الباحث في المحور الأول تعريف مرحلة الشباب والمداخل النظرية المختلفة لهذا التعريف, مع تناول الخصائص النفسية والسلوکية لها من حيث مؤشراتها، ومحدداتها وأسبابها.
ويناقش المحور الثانى موضوع الإعاقة البصرية وتعريفها وطبيعتها وأبعادها والاتجاهات النظرية المختلفة المفسرة لها
 وفى المحور الثالث للورقة تم تناول المشکلات النفسية للشباب المعاق بصريا,وانعکاساتها على المجتمع سواء کانت تلک المشکلات مرتبطة بمحيطهم الاجتماعي، أم مرتبطة بمشکلة غير اجتماعية والتي تجعلهم يعانون مع الزمن من بعض الضغوط النفسية التي تترک آثارها السلبية ليس عليهم فقط، وإنما على المجتمع أيضاً, کما يوضح الباحث في هذا المحور العديد من المصادر المسببة لمشکلات الشباب وأسبابها , کطبيعة المرحلة العمرية والمشکلات الأسرية والمشکلات الدراسية والمشکلات الاجتماعية والثقافية ..الخ من المصادر التي تمثل ضغوطاً نفسية على الشباب المعاق بصريا .
 ورکز أفرد الباحث فى المحور الرابع والأخير ترکيزا خاصا على طرق مواجهة المشکلات النفسية للشباب, حيث يستعرض الباحث بعضا من الحلول الناجعة في حل المشکلات النفسية والسلوکية لدى الشباب المعاق بصريا مع تقديم عدد من الاجراءات والأنشطة المساعدة للقيام بحل هذه المشکلات.