دلالات الصدق والثبات والبنية العاملية لمقياس السکينة النفسية لدى طلاب الجامعة (دراسة في بناء المفهوم)

المؤلفون

المستخلص

     هدفت الدراسة في جزئها الأول إلى التأصيل النظري لمفهوم السکينة النفسية بتحديد ماهيته، وطبيعته من خلال تبيان خصائصه، وبنيته التکوينية بوصفه مکونًا أصيلاً من حالة الصحة النفسية الإيجابية؛ لکونها تتجاوز قدرة الإنسان على الاحتفاظ بهدوئه، واتزانه الانفعالي في مواقف الحياة الصعبة، وظروفها العصيبة، لتتضمن کذلک تعلقًا بالله جل شأنه، وبالنشوة والابتهاج الروحي والاستبشار بالحياة وتوقع الخير، والصفاء النفسي، والسلام النفسي الداخلي بغض النظر عن نکبات الحياة وأزماتها؛ فضلاً عن التحليل النظري للعلاقة بين مفهوم السکينة النفسية وبعض المفاهيم النفسية الأخرى مثل: مفهوم الطمأنينة النفسية، والعفو، والتسامي بالذات، والرفق بالذات، والصمود النفسي، والتنعم الروحي. وتناولت الدراسة کذلک المداخل النظرية المفسرة لحالة السکينة النفسية مثل: المدخل الإنساني، والمدخل الوجودي، ومدخل علم النفس الإيجابي.
     وانتهت الدراسة في جزئها الأول إلى أن السکينة النفسية في تحليلها النهائي "حالة من شعور الشخص بالأمن والسلام النفسي الداخلي، مقترنة بالاتزان والثبات الانفعالي والصفاء النفسي، وخلو النفس من الضغائن والأحقاد، والتحرر من مشاعر الحسرة على الماضي أو الخوف والقلق من المستقبل، مع تسليم زمام أمره لله واليقين بحکمة تدبيره وخيريته؛ مما يجعله في حالة من التقبل والرضا بأحداث الحياة ووقائعها الإيجابية منها والسلبية؛ فضلاً عن الاستبشار والتفاؤل والنشوة والابتهاج الروحي".
    ووفقًا لهذا التعريف تحددت أبعاد حالة السکينة النفسية بخمسة أبعاد أساسية:
-  التعلق بالله والانقياد له جل شأنه.
-        التشبع بالرضا.
-        التقبل والالتزام الإيجابي.
-        الصفاء النفسي.
-        النشوة والابتهاج الروحي.
وتأسيًا على هذا التحليل النظري هدفت الدراسة فيما يتعلق بجزئها الثاني إلى التحقق من الأهداف التالية:

الکشف عن البنية العاملية لمکونات السکينة النفسية لدى طلاب الجامعة.
إمکانية استخلاص نموذج عام لمکونات السکينة النفسية.
التحقق من معاملات الصدق والثبات لمقياس السکينة النفسية.

وتبعًا لذلک وضع الباحثان مقياسًا للسکينة النفسية مکونا من (90) مفردة وفقًا للإطار النظري للدراسة وللتکوين الافتراضي للبنية التکوينية المفترضة للسکينة النفسية، وطبق على عينة من طلاب جامعة دمنهور قوامها (650) طالبًا وطالبة من الکليات العملية والکليات النظرية، وکشفت نتائج التطبيق عن تحقق الأهداف الرئيسة للدراسة؛ إذ تمايزت مفردات مقياس السکينة النفسية إلى خمسة أبعاد رئيسة تتسق تمامًا مع الإطار النظري؛ وبالتالي تمثل نموذجًا لمکونات هذا المفهوم؛ فضلاً عن توافر دلالات صدق وثبات جيدة للمقياس.