تهدف هذه الدراسة إلى الکشف عن مفهوم الوجود النفسي الممتلئ للأطفال وأبعاده المحتملة، کما تهدف أيضًا إلى بحث العلاقة بين الوجود النفسي الممتلئ واضطرابات السلوک لدى الأطفال.تم تطبيق مقياس الوجود النفسي الممتلئ في صورته الأولية - والذي يتضمن المؤشرات العامة التي أشارت إليها نتائج عدد من الدراسات السابقة - على عينة تتکون من (265) من تلاميذ المرحلة الابتدائية منهم (146) ذکور و(119) إناث، تتراوح أعمارهم ما بين (6-12) عامًا، بمتوسط (8.4) وانحراف معياري (1.8). وأسفرت النتائج باستخدام التحليل العاملي الاستکشافي والتوکيدي وجود ثلاثة عوامل للوجود النفسي الممتلئ للأطفال هي: العلاقات الإيجابية مع الأقران، العلاقات الإيجابية مع الأسرة، المرونة الإيجابية. وتم تطبيق مقياس الوجود النفسي في صورته النهائية ومقياس اضطرابات السلوک للأطفال على عينة أخرى تتکون من (200) من تلاميذ المرحلة الابتدائية، منهم (87) ذکور و(113) إناث، تتراوح أعمارهم ما بين (6-12) عامًا، بمتوسط (8.1) وانحراف معياري (1.4)، لتقنين المقياس في صورته النهائية، وأظهر المقياس مؤشرات جيدة للصدق والثبات، وأشارت النتائج، باستخدام تحليل الانحدار الخطي المتعدد، وجود علاقة عکسية بين الوجود النفسي الممتلئ واضطرابات السلوک لدى الأطفال، وأنه يمکن التنبؤ باضطرابات السلوک لدى الأطفال من خلال أبعاد الوجود النفسي الممتلئ، حيث تفسر أبعاد الوجود النفسي الممتلئ نحو 47.1٪ من تباين التغيرات في اضطرابات السلوک لدى الأطفال. فالعلاقات الإيجابية مع الأسرة والأقران بالإضافة إلى قدرة الطفل على التعامل الفعال مع المشکلات ترتبط بشکل مستمر بالصحة النفسية والوجود النفسي الممتلئ وانخفاض اضطرابات السلوک خلال فترة الطفولة.